إخوتي الكرام: هذا الأمر كما قلت لو لم يرد في هذه المسألة دليل بخصوصه لما صح أن نمنع ولما صح أن نصف ذلك الفعل بالبدعة ولا أن نحكم على فاعله بأنه مبتدع، فإن قال قائل: إن الذي يقرأ القرآن على الأموات يقصد بذلك أن تحصل البركة لهم، ولابد من دليل على ذلك نقول -سبحان ال-له إلى هذا الحد وصل بك الانحطاط وأي حرج في قراءة القرآن على الموتى لتحصل لهم البركة؟ أي حرج أي حرج؟ إن من مقاصد إنزال القرآن أن يتبرك به الرجال والنساء والمرضى والأصحاء والأموات والأحياء ما الحرج في ذلك أو ليس هذا القرآن بكتاب مبارك؟ {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} (?) {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (?) .
هذا الكتاب مبارك وكما أنزل ليكون لنا هداية في هذه الحياة نتبرك به ونستشفي به من أمراضنا، ونقرأه لتحصل به البركة على موتانا، وقد كان الصحابة الكرام يفعلون هذا ويتعالجون بالقرآن.