وصفة النظر من الصفات التابعة لمشيئة الله جل وعلا، فهو الذي ينظر إلى من يشاء، وإذا نظر إلى إنسان فقد رضي عنه ورحمه وقد أخبرنا ربنا أنه لا ينظر إلى من غضب عليه كما ذكر الله ذلك في سورة (آل عمران) : {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم} .

وقد ثبت عن أبي عمران الجويني وهو من أئمة التابعين الكبار وحديثه في الكتب الستة وهو إمام ثقة عدل، ثبت عنه في كتاب (حلية الأولياء) في الجزء الثاني صفحة أربع عشرة ومائتين 2/214 عنه قال (ما نظر الله إلى أحد إلا رحمه ولو نظر الله إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قدر ألا ينظر إليهم) والإمام ابن تيمية قرر هذا في (مجموع الفتاوى) في الجزء الثالث عشر صفحة أربع وثلاثين ومائة 3/134 أيضاً وبيَّن أن صفة النظر تابعة لمشيئة الله جل وعلا، فهو ينظر إلى من شاء ممن رضي عنه ولا ينظر إلى من شاء ممن غضب عليه.

فإذا هلل الإنسان بهذه الكلمة المباركة نظر الله إليه وإذا نظر الله إلى عبدٍ أعطاه سؤله، وإذا نظر الله إلى عبد رحمه، الذي يهلل الله يجد هذه المنزلة عنده جل وعلا يكتب له كذا وكذا من الحسنات، إذا قال هذه الصيغة مائة مرة بالغداة والعشي مائة مرة فكأنه أعتق مائة نفس من ولد إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، إذا هلل الله مرة واحدة نظر الله إليه، ومن نظر الله إليه أعطاه سؤله ورحمه، فهنيئاً لمن ينظر الله إليه، وهنيئاً ثم هنيئاً لمن ضحك الله إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015