إخوتي الكرام: تقدم معنا منزلة الذكر في الإسلام وقلتُ إن صيغ الأذكار تتفاوت عند ذي الجلال والإكرام فأعظمها كلمة التوحيد لا إله إلا الله فهذه هي أفضل ذكر يذكرها العبد ربه جل وعلا، وكنت ذكرت في الموعظة السابقة شيء من فضائل الذكر من هذه الكلمة، وكما قلت لن أتحدث عن أحكامها العظام ولا عن جميع فضائلها الحسان ولا على ما يترتب عليها من خيرات في العاجل والآجل، وإنما سأتكلم على جزئية يسيرة، ألا وهو الأجر الذي يعطيه الله لمن يذكره في هذه الصيغة فقط دون ما يترتب عليها من أحكام، فبهذه الكلمة ينجو الإنسان من النيران، بهذه الكلمة يستوجب الإنسان الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام، بهذه الكلمة يدخل غرف الجنان، بهذه الكلمة يتمتع بالحور الحسان، بهذه الكلمة يعصم دمه في هذه الحياة فيصبح من أولياء الرحمن، لمن أتكلم هذه الآثار الحسان، وإنما أتكلم عن الأجر الذي يعطيه الله لمن يقول لا إله إلا الله، وقد ذكرت كثيراً من الأجور التي يمن بها العزيز الغفور على من يذكره بهذه الصيغة في الموعظة الماضية، وسأزيد ذلك تقريراً في نفس الموضوع دون أن أنتقل إلى جزئيه أخرى.
إخوتي الكرام..
من ذكر الله بهذه الصيغة فله من الأجر من الله ما لا يخطر ببال أحد.
ثبت في معجم الطبراني الكبير بسند حسن من رواية أم سلمة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم -.. قال [من قال لا إله إلا الله كتب له كذا وكذا حسنة] أي كتب من الحسنات ما لا يحيط به المخلوقات، والكريم إذا أطلعه الجزاء فلا يعلمه إلا هو فهو الكريم وهو رب الأرض والسماء، ومن قال هذه الصيغة وأكثر من قولها وواظب عليها بالليل والنهار فله أجر كبير عند ربنا الجليل.