{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (?) .
أما بعد: معشر الأخوة الكرام..
لازلنا نتدارس منزلة عبادة الذكر في الإسلام وما جرى نحو هذه العبادة من ابتداع من قبل المتأخرين من أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
إخوتي الكرام: تقدم معنا أن عبادة الذكر هي أفضل الطاعات بعد أداء الواجبات، وهذه العبادة غيرها المبتدعون المخرفون في العصور المتأخرة وتغييرهم دار على أمرين اثنين:
أما أنهم أحدثوا عبادة زعموا أنهم بها يذكرون ربهم كالقصائد والأشعار التي أحدثت في هذه الأمة من قبل الصوفية، ومن قبل من يزعمون الجهاد في هذه الأيام وعلقوا عليها وأعرضوا عن كلام ذي الجلال والإكرام.
وأما أنم جاءوا إلى صيغ الأذكار الشرعية فتلاعبوا في تغييرها وغيَّروا الكيفية.
وكنا نتدارس الأمر الثاني من أحوالهم في الموعظة الماضية وسأكمل الحديث عليه في هذه الموعظة بإذن الله جل وعلا، وكما هي عادتنا قبل أن نبدأ في إزهاق الباطل ودمغه ودحضه يحسن بنا بل يجب علينا أن نتدارس منزلة الحق ومكانته وفضيلته لتتعلق القلوب به وليسكن في الصدر ثم بعد ذلك نرد الباطل وندحضه.