الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين. اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
إخوتي الكرام.. يتعلق بالصدقة أمران لا بد من العناية بهما:
الأمر الأول: يستحب للإنسان إذا تصدق أن يخفي صدقته ما أمكن فهذا أعظم لأجره عند ربه وقد ثبت في معجم الطبراني الكبير من حديث أبي أمامة رضي الله عنه والحديث رواه الطبراني في معجمه الأوسط عن أمنا أم سلمة رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صنائع المعروف تقي من مصارع السوء وصلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب" وتقدم معنا أن مطلق الصدقة يطفئ غضب الرب وعليه صدقة السر تزيد في إطفاء غضب الرب وإذهاب عقوبته ونعمته وفقته وسخطه لعظيم الأجر الذي فيها.
والحديث إخوتي الكرام إسناده حين وهو ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم (صدقة السر تطفئ غضب الرب) وقد كان سلفنا يتبارون في صدقة السر.
يذكر أئمتنا كما يوجد في سير أعلام النبلاء في ترجمة شيخ الإسلام الإمام الرباني أبي عمرو إسماعيل بن نُجير الذي توفي سنة 365هـ وانظروا ترجمته إخوتي الكرام في الجزء 16/146 من سير أعلام النبلاء وكما قلت هو من العلماء الربانيين وشيخ الإسلام ومحدث خراسان في زمنه ونعته الإمام الذهبي بأنه كان صوفياً وكان كبير القوم من أئمة الهدى والصلاح والسداد والرشاد.