قال الإمام البيهقي: وقد جرى مثل هذا لشيخنا أبي عبد الله الحاكم الذي توفي سنة 430هـ وهو من شيوخ البيهقي وهو صاحب المستدرك عليهم جميعاً رحمة الله يقول جرى مقل هذا لشيخنا أبي عبد الله الحاكم خرج في وجهه قروح فشوهت وجهه وبقي فيه ذلك قرابة سنة ثم جاء إلى شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني الذي توفي سنة 449هـ وهو من العلماء الربانيين الذين يستقى بهم وينزل غيث السماء عند ذكر اسمهم عليهم جميعاً رحمات الله وهو صاحب كتاب عقيدة السلف وأهل السنة مطبوعة ضمن الرسائل المنيرة فجاء الإمام الحاكم إلى هذا الشيخ العَلَم الهمام فقال: أبا عثمان أريد أن تدعو لي في مجلس وعظك وقد وعظ هذا الرجل وحضر الأئمة الكبار وعظه وعمره تسع سنين واستمر في الوعظ سبعين سنة حتى لقي رب العالمين أبو عثمان الصابوني قال أريد أن تدعو لي في مجلس وعظك وأن يُؤمِّن الناس لعل الله يُذهب عني هذه القروح فاجتهد أبو عثمان في الدعاء وأمّن الحاضرون وكثر البكاء فلما انصرفوا جاءت امرأة في اليوم الثاني إلى أبي عثمان وقالت رأيت النبي عليه الصلاة والسلام فقال لي: أبلِغي أبا عثمان أن يخبر الحاكم أن يوسِّع على المسلمين في الماء. فأخبرت أبا عثمان الصابوني بهذا فأعلم الإمام الحاكم بذلك فعمل مباشرةً سقياً عند داره قال أئمتنا فلما خرج الماء منها واستقوا منها يقول البيهقي وهو يدرك هذا بعينه: ما مضى أسبوع حتى ذهبت القروح من وجه أبي عبد الله الحاكم وصار وجهه أنضر وجه وأحسنه وأبهاه (داووا مرضاكم بالصدقة) .
هذه الصدقات إخوتي الكرام لها أجور عظيمة حسان يتعلق بها أمران أذكرهما على سبيل الإيجاز في الموعظة في الخطبة الثانية ن شاء الله أقول هذا القول واستغفر الله.