يقول هذا الإمام المبارك يقول الذهبي في ترجمته ومن محاسنه أن شيخه يعني به أبا عثمان الحيري الذي توفي سنة 298هـ احتاج إلى مبلغ من المال من أجل تحصين الثقور من الأعداء فحثّ الناس على الصدقة فأبطؤوا فجاء في المجلس الثاني ابن نُجيد – إسماعيل بن نُجيد أبو عمرو بألفي درهم في صرة ووضعها بين يدي أبي عثمان دون أن يشعر أحد بذلك فشكر أبو عثمان هذا المتصدق ونوّه به في مجلس وعظه وقال: أبطأتم عن الصدقة وقد قام بعبء الجماعة هذا العبد الصالح ابن نُجيد فاعترض شيخه وقام من المجلس وقال يا إمام كنت أخذت هذه الفلوس من أمّي وهي كارهة وتريد أن تعيدها إليّ فقال خذ هذا الكيس بحاله. فأخذ هذا الكيس حتى انفض الناس دخل إلى شيخه وقبّل يديه وقال أيها الشيخ علام فضحتني بين الناس؟ ! أمر عملته لله لا أريد أن يطلع عليه أحد هذه الفلوس تعاد مرة لتحصين الثغور ولا أريد أن يعلم بهذا أحد من خلق الله هذا الصوفي الزاهد العابد الورع القانت كان يقول: كل حال وإن جل لا يُبنى على علم ضرره على صاحبه أكثر من نفعه – نعم من عَبَدَ الله على جهل ودعا على جهل فما يفسده أكثر مما يحصله وكان هذا العابد القانت يقول: لا تثبتُ قدم الإنسان في العبودية حتى يعلم أن جميع أعماله كلها رياء وأن جميع أمواله كلها دعاوى أحواله دعاوى أعماله رياء نعم من لم يتهم نفسه بالرياء فهو مراءٍ ومن لم يتهم نفسه بالنفاق فهو منافق ما أمن النفاق إلا منافق وما برّأ نفسه من الرياء إلا مرائي أما الأمر الثاني: ألا وهو المتعلق بالصدقات على الأقرباء والأرحام أترك هذه للموعظة الآتية عند شهر رمضان فهو شهر الصدقة والإحسان.

الدعاء..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015