وقد ثبت في معجم الطبراني الكبير بإسناد حسن عن بلال -رضي الله عنه- أنه رأى رجلاً أيضاً لا يتم ركوعه وينقر في سجوده فقال له "لو مت على هذا لمت على غير ملة محمد -صلى الله عليه وسلم-".
إخوتي الكرام: قد يسأل سائل فيقول ما الأمور التي يستعين الإنسان بها على إقامة الصلاة كما بينا أن يحافظ عليها في وقتها أن يحضر قلبه في صلاته أن يخشع ظاهره أن يتم بعد ذلك أركانها كما شرع الله وكما يحب والجواب أن ذلك يحصل بأمرين اثنين.
أولهما: قوة المقتضى وثانيهما انتفاء المانع أيها العبد المؤمن أيها المصلي أيها المسلم إذا علمت أن الله خلقك سبحانه وتعالى وأحسن إليك فما بكم من نعمة فمن الله واستحضرت تقصيرك نحو ربك -جل وعلا- إذا استحضرت هذه المعاني في بداية صلاتك إنك مخلوق لخالق وهو الله -جل وعلا- والله أحسن إليك بنعم لا تحصى وأنت مقصراً نحوه صلاتك حقيقة ستكون بين خوف ورجاء بين رغبة ورهبة ترغب فيها إلى الله وترهب منه مما عندك من تقصير فأنت بين حالتين في صلاتك إما أن تعبد الله بعد ذلك كأنه يراك وإما أن تعبد الله كأنك تراه أن تستحضر أحد الأمرين أعبد الله كأنك تراه فإذا لم يكن هذا وما وصلت إلى هذا المقام فلا أقل من استحضار.
الأمر الثاني ألا وهو أنه يراك سبحانه وتعالى ويراك وأنت عبده ومحسن إليه وأنت مقصر معه فاستحي منه في صلاتك وأحضر قلبك واخشع لربك -جل وعلا- هذا الأمر إذا استحضره الإنسان قوة المقتضى أي المقتضى للخشوع وحضور القلب أيها المصلي أتعلم أنك في صلاتك تقرأ أعظم سورة أنزلها الله -جل وعلا- على أنبيائه ورسله -عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه- ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها لا يوجد سورة تعدل هذه السورة ألا وهي سورة الفاتحة.