وقد ثبت هذا عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- في مسند الإمام أحمد، وصحيح البخاري ورواه أهل السنن الأربعة إلا الإمام الترمذي من حديث أبي سعيد بن المعلى، وثبت أيضاً في المسند، والترمذي، والنسائي، وصحيح ابن خزيمة، والمستدرك، وموطأ الإمام مالك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنهم أجمعين-.
وللحديثين قصة وفيه يقول -النبي صلى الله عليه وسلم-[ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها أم الكتاب فاتحة القرآن هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته] يا عبد الله عندما تقرأ هذه السورة وتصل إلى قول الله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} التي هي بينك وبين رب العالمين هذه الآية كما قال أئمتنا سائر كتب الله -جل وعلا- شرح لها فالقرآن تضمن الكتب السماوية بأسرها ومضمون القرآن كما يقول أئمتنا الكرام في حزب المفصل الذي يبتدأ من سورة ق إلى نهاية القرآن ومضمون هذا الحزب في سورة الفاتحة وسورة الفاتحة مضمون في هاتين الجملتين إياك نعبد وإياك نستعين عبادة لله على الدوام واستعانة بذي الجلال والإكرام حب له على التمام تذلل له على الدوام وهذان ركنا لعبادة إياك نعبد ثم استعانة به في كل زمان ومكان.
استحضر هذا أيها المصلي عندما تقرأ هذه الآية ينبغي أن ينخلع القلب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وأما أن تقول إياك نعبد وأنت تعبد الريال. وأنت تعبد المرأة وأنت تعبد الهوى وأنت تعبد الشهوة وذهنك غاب عما تناجي به ربك فهذا حقيقة مما ينبغي أن يستحي منه الإنسان إياك نعبد.