إذا صلى الإنسان ينبغي أن ينظر موضع سجوده ولا يجوز أن يرسل نظرة زيادة عن ذلك ولا بمقدار أنمله وإذا فعل هذا فقد شوش ذهنه وتسبب في تشويش قلبه ونقص من الخشوع بمقدار ما يُطلق بصره هذا فيما يتعلق بالنظر الذي سأل عنه عدد من الأخوة الكرام وكما قلت ينبغي للإنسان أن يقصر من نظره في الصلاة وفي غيرها ذكر أئمتنا في ترجمة العبد الصالح الربيع بن خثيم وهو تابعي مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو من شيوخ التابعين الكرام توفي سنة 65هـ حديثه مخرج في الكتب الستة الربيع بن خثيم -رضي الله عنه وأرضاه- يقول هذا العبد الصالح وكان تلميذاً لعبد الله بن مسعود كان إذا جاء إلى بيت شيخه عبد الله بن مسعود يقول أهل عبد الله بن مسعود لعبد الله بن مسعود جاء صاحبك الأعمى وما كان به عمى -رضي الله عنه وأرضاه- كان منور البصر والبصيرة لكنه كان يطرق الراس في مشينه وفي جميع أحواله ولا يُفَرِّق نظره إلى سائر الجهات فكان إذا جاء إلى بيت شيخه يقول أهل عبد الله بن مسعود لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم أجمعين- جاء صاحبك الأعمى وكان إذا قام إلى الصلاة وسجد كأنه ثوب مُلقى فكانت العصافير تأتي وتقف على ظهره وهو ساجد لربه -جل وعلا- ومع ذلك كان يقول أدركنا أناساً ما كنا بجنبهم إلا لصوصاً يعني الصحابة الكرام كنا بجنبهم إلا لصوصاً نحن كاللصوص مع الصحابة الكرام فماذا نقول في هذه الأيام نسأل الله أن يتوب علينا وأن يعفو عنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين إطلاق النظر والبصر إلى سائر الجهات وحتى توسع الناس من رجالٍ ونساء بحيث تجلس المرأة أحياناً على البلكونه على الشرفة أو تفتح النافذة لتسرح نظرها إلى هذا وذاك يا أمة الله يا عبد الله غضوا أبصاركم واقصروا أعينكم فهذا أزكى لكم.