وهذا الحديث إخوتي الكرام فيه موسى بن عبد الله انفرد الإمام ابن ماجه بالإخراج عنه فلم يروي عنه أحد من الكتب الستة موسى بن عبد الله والإمام المنذري لما ذكر الحديث في الترغيب والترهيب قال إسناده حسن وليس فيه إلا موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي ولم أقف على جرحٍ أو تعديلٍ فيه ولا يحضرني جرحٌ أو تعديل فيه وهذا الحديث عندما تعرض له أئمتنا كما فعل الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد المَنْبِجيّ الحلبي في كتابه تسلية أهل المصائب قال إسناده مقارب بفتح الراء وكسرها مقارَب مقارِب أي رجال الإسناد يقاربهم غيرهم في الحفظ وهم يقاربون غيرهم في الحفظ إسناده مقارَب إسناده مقارِب وتبعه على هذا الاصطلاح الإمام السفاريني في غذاء الألباب شرح منظومة الآداب فقال إسناد الحديث مقارِب إسناد الحديث مقارَب أما الإمام المنبجي فتوفي سنة 785هـ وأما الإمام السفاريني الذي جاء بعده توفي سنة 1188هـ -عليهم جميعاً رحمات رب العالمين- موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي انفرد الإمام ابن ماجه بالإخراج عنه وقد حكم عليه الحافظ بن حجر العسقلاني في التقريب بأنه مجهول لأنه لم يرو عنه إلا واحد نعم ليس فيه كما قلت توثيق ولا تجريح والحديث كما قلت يعطينا سورة واضحة لأحوال السلف الكرام في العصر الأول وكيف كانت الأحوال تتغير في كل مرحلة فهم في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- لهم هذه الحالة لا يجاوز بصر أحدهم موضع قدميه في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- لا يجاوز بصر الواحد منهم موضع سجوده في عهد عمر -رضي الله عنه- لا يجاوز بصر أحدهم القبلة فلما وقعت الفتنة وتغيرت القلوب نظر الناس يميناً وشمالاً وكيف يفعل الناس في هذه الأيام من النظر إلى سائر الجهات وكل هذا كما تقدم معنا اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة الإنسان.
وخلاصة الكلام إخوتي الكرام: