والأثر كما قلت -إخوتي الكرام- صحيح على شرط الشيخين صححه أئمة الإسلام وقد ورد في سنن ابن ماجه ما يدل على حاله رفيعة كريمة للصحابة الكرام في صلواتهم والحديث حوله شيء من الكلام أذكره وأبين ما فيه إن شاء الله ولفظ الحديث عن أمنا أم سلمة -رضي الله عنها- وأورده الإمام ابن ماجه في كتاب الجنائز ومن العجيب أن يورد هذا الحديث في كتاب الجنائز في باب وفاة نبينا -عليه الصلاة والسلام- ودفنه مع أنه في ظاهر الأمر ليس له صلة بوفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ودفنه لكن أمنا أم سلمة -رضي الله عنها- تشير بهذا الحديث إلى تغير الناس بعد نبينا -عليه الصلاة والسلام- ولفظ الحديث عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: كان الناس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قاموا إلى الصلاة لم يعدو بصر أحدهم موضع قدميه فهو يصلي مطرق الراس لا يتجاوز بصره موضع قدميه تقول فلما قُبض النبي -صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر -رضي الله عنه وأرضاه- صار أحدهم إذا قام للصلاة لم يعدو بصر أحدهم إذا قام يصلي موضع سجوده فتوسع الناس إلى هذا الأمر ولا زالوا ضمن المشروعية والجواز تقول فلما كان عمر واستخلف عمر -رضي الله عنه- وقبض أبو بكر - رضي الله عنهم أجمعين- صار أحدهم إذا قام يصلي لم يعدو بصرهم موضع القبلة لم يعدو بصر أحدهم موضع القبلة فتوسعوا تجاوزوا القدمين ومحل السجود لكن لا ينظرون إلا إلى جهه القبلة إلا إلى الجهه الأمامية تقول أمنا أم سلمة -رضي الله عنها- فلما قتل عمر واستُخلف عثمان ووقعت الفتنة -رضي الله عن الصحابة الكرام أجمعين- تَلَفّت الناس في صلاتهم فنظروا يميناً وشمالاً أي تغيروا عن الهدى الصالح الذي كانوا عليه.