ولا يقولن قائل ما الدليل على هذا الدليل؟ على هذا كما قال أئمتنا أن هذه الكيفية فيها قصر للنظر وإعانة على الخشوع عند أداء الصلاة لأن النظر كلما امتد وتبعثر تفرق القلب فبين العين والقلب صلة عجيبة فإذا امتدت العين إلى مكان بعيد تشوش القلب وعليه أنت إذا كنت قائماً تنظر إلى محل سجودك فإذا ركعت تنظر إلى قدميك فإذا سجدت لا يتجاوز النظر أرنبة الأنف وإذا جلست بعد ذلك تنظر إلى حجرك بحيث لا يتجاوز النظر أصابع اليدين اللتين على الفخدين إلى منتهى الركبتين وكل من القولين كما قلت إخوتي الكرام قرره أئمة الإسلام والأخذ بأيهما كان حسن إما أن تنظر إلى محل سجودك على الدوام في جميع أحوال صلاتك وإما أن تفعل هذا فانظر أيهما أخشع لقلبك فافعله ولا حرج إخوتي الكرام وكسر البصر وغضه ينبغي أن يصاحب الإنسان في جميع الأحوال سواء كان في حال الصلاة أو في غيرها من العبادات والأذكار ينبغي للإنسان ألا يَمُد نظره وألا يفرق بصره وكلما قصره كان خيرا له.