إخوتى الكرام لما تقدم من النصوص الحسان قرر أئمتنا الكرام أنه لا يطلب العلم إلا الرجل الشهم والأمر كما قال سيد المسلمين فى زمانه الإمام الزهرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وأثره فى الحلية وفى كتاب الفقيه والمتفقه وفى كتاب شرف أصحاب الحديث أيضا للخطيب البغدادى عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه قال
(العلم ذكر ولا يطلبه إلا ذكران الرجال) العلم ذكر لا يحبه إلا ذكران الرجال ويكرهه مأنثوهم
والمراد إخوتى الكرام من الذكران كما وضحت هذا أيضا ضمن محاضرات التفسير قلت لفظ الرجل لفظ الذكورة يطلق أحيانا على ما يقابل الأنوثة ويطلق أحيانا على صفة الكمال فى الإنسان تقول مررت برجل رجل أبوه كما حكى ذلك سيبويه عن العرب مررت برجل رجل أبوه ,أبوه رجل قطعا إنما يقصد مررت برجل أبوه كامل الرجولة فيه صفات الشهامة والفتوة والنخوة والمروءة هنا العلم ذكر أى هذا العلم كريم لا يطلبه إلا من كان كريما من الإناث والذكور لكن بما أنه كما قلت صفة الرجولة صفة كمال من اتصف بالكمال يقال فيه يعنى صفة الرجولة أى الصفة التامة الكاملة الشهامة المروءة ,المرأة الكاملة تطلب العلم والرجل الكامل يطلب العلم
ومن انحرف عن العلم فقد انحرف عن الإنسانية كما سيأتينا يعنى لما سئل سيدنا عبد الله بن المبارك رضى الله عنه وأرضاه من الناس قال العلماء حقيقة إذا خرج عن هذا الوصف خرج عن الإنسانية
العلم ذكر أى العلم كريم وله شأن عظيم عند رب العالمين لا يطلبه إلا من كان كريما أى من فقد صفة يعنى دنيئة لا يطلب العلم ,من انحط عن الإنسانية لا يطلب العلم يقصد هذا, لا يقصد يعنى أنه رجولته ناقصة بمعنى ذكورته ذكوريته ناقصة لا ثم لا
العلم ذكر لا يطلبه إلا ذكران الرجال لا يحبه إلا ذكران الرجال لا يرغب فيه إلا ذكران الرجال ويكرهه مأنثوهم