هذا الأمر إخوتي الكرام لا بد من أن نعيه في هذه الأيام. لا نطلق تكفيراً علي مسلم من المسلمين ولا نحكم علي واحداً منتهم بنار الجحيم، ولا يعني أننا إذن نخالط المبتدعين ونوافقهم ونكون معهم. وهكذا أيضاً العصاة، ونقول: بما أن أمرهم لا يعلمة إلا الله فلا ننكر عليهم ما هم فيه لا ثم لا. لا وحدة إلا علي التوحيد: ولا اتفاق إلا علي طاعة الله المجيد. ليس بيننا وبين أحد وحدة واجتماع إلا علي طاعة الكريم الخلاق - سبحانه وتعالى -. لكننا نحن لا نتهم ولا نظلم. فمن ظهر منه الإيمان حكمنا عليه بالإيمان ومن ظهر منه الفسوق والعصيان حكمنا عليه بذلك دون أن نتجاوز الحدود التي شرعها الرحمن فلا ظلم ولا طغيان. فالعاصي عاصي ليس بكافر، والمؤمن هو صالح، مؤمن صالح، ونحكم علي الناس حسبما يظهر منهم فلا إتهام ولا ظلم ولا عدوان، إن عصي الله نحكم عليه حسبما ظهر منه فلا داعي بعد ذلك لنبذه بأنه كافر، ولا داعي للحكم عليه بأنه من أهل النار فهذا لا يعلمة إلا العزيز الغفار، نعم نزن بالقسطاس المستقيم، لا نوالي المبتدعين، وهكذا أيضاً لا نكفرهم ونحكم عليهم بالخلود في نار الجحيم. ديننا يأمرنا ألا نُفْرِطَ وألا نُفْرِطَ يجب علينا ألا نهوّل ولا نهوّن، وأن نزن بميزان الله جل وعلا. فالعاصي عاصي والتقي تقي والمبتدع مبتدع , فهولاء ما خرجوا من حظيرة الإسلام. وأمرهم مفوض بعد ذلك إلي الرحمن أما: من ابتدع ببدعة خرج من الإسلام ويخلد في النيران، من فعل كبيرة خرج من الإسلام ويخلد في النبران....