وقلت أيضاً: إن الذنوب علي كثرتها وتنوعها لا تخرج عن شكل من أشكال أربعة:

إما أن تأخذ شكل الاتصاف بالصفات البهيمية. أو الصفات السبعيه. أو بالصفات الشيطانية. أو أن يتصف المخلوق بما لا ينبغي له أن يتصف به من الصفات التي هي خاصة بربنا جل وعلا كالكبر وحب المدح والعظمة وغير ذلك.

والآن أقول:

الذنوب تنقسم ـ أيضاً ـ إلي أربعة أقسام: ذنب لا يغفره الرحمن وهو الشرك والكفر وذنب تقدم معنا أن الله جل وعلا يغفره لعبده بشرط وهو الصغائر، تغفر بشرط اجتناب الكبائر ((إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا)) (?) الشرك لا يغفر. والصغائر مغفورة بكرم الله إذا إجتنب الكبائر.

بقي معنا نوعان من أنواع الذنوب: الكبائر والبدعة. وعلي صاحب هاتين المعصيتين سنتكلم الآن:

صاحب الكبيرة وصاحب البدعة لا نخرجه من حظيرة الإسلام. ولا نحكم عليه بالخلود في النيران مهما كانت بدعته إذا لم تكن مكفرة، وفيها إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة. وهكذا في حق فاعل الكبيرة إذا لم يستحل هذه المعصية فلا نحكم علية بالكفر ولا نقول إنه مخلد في نار جهنم، ففاعل الكبيرة والمتلبس ببدعة هو لا يخرج من الإيمان في هذه الحياة. ومآله إلي نعيم الجنات بعد الممات مهما عذب في نار جهنم. ولن يخلد موحد من الموحدين (?) .

فمن حُكِمَ عليه أيضاً بالكفر من أجل بدعته بما أنه صدر منه توحيد لله جل وعلا. وصدر منه شيء من الطاعة. لكنه ضل في بعض الجوانب. بما أنه له اسم الإسلام، نرجو له أن يدخله الله غرف الجنان في المآل. ولا يخلد في النار، كحال اليهودي والنصراني وسائر الكفار الأشرار.

وعليه إخوتي الكرام: ينبغي أن نحذر أمرين إذا كنا من أهل الإيمان:

الأمر الأول: ألا نكفر أهل الإسلام.

الأمر الثاني: ألا نحكم لواحد منهم بالخلود في النيران.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015