أنظر للإمام الذهبي في ترجمة العبد المخذول بشر المريسي (?) ـ من قضاة وأركان المعتزلة من الجهميه ـ يقول في ترجمة: هذا بشر الضلالة والشر. كما أن بشر الحافي هو بشر الهدي والخير. وهكذا أحمد بن أبي دؤاد هو أحمد الضلالة. كما أن احمد بن حنبل هو أحمد الهداية. وختم الإمام الذهبي ترجمة بشر بقوله (?) ومن كُفَّر ببدعة وان جلّت ليس هو مثل الكافر الأصلي ولا اليهودي والمجوس. أبا الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر وصام وصلي وحج وزكي، وإن ارتكب العظائم وضل وابتدع كمن عاند الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعبد الوثن ونبذ الشرائع وكفر. ولكن نبرأ إلي الله من البدع وأهلها. أهـ. نبرأ: لا شك فيه، لكن مع هذا من كُفَّر اعتقادنا: لن يجعل الله مآله في النهاية كنهاية الكافر الأصلي واليهودي والنصراني والمجوس ومن عاند الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعبد الوثن. كيف سيجعل الله من وحده كمن جحده وكفره؟ ّ أسال الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا وأن يرزقنا إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً وأن يرزقنا استقامة علي الإيمان والعمل الصالح وأن يفرج كروبنا وأن يغفر ذنوبنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتي الكرام تقدم معنا أن الذنوب تنقسم إلي ثلاثة أقسام، علي بعض الاعتبارات فهي إما أن تكون في دائرة إذا وقع الإنسان فيها لا يغفر له. وهو يخلد في نار جهنم. وهذا في معصية الشرك. وإما أن تكون المعصية التي يقع فيها لا بد من وقوع المقاصة عليها والعقوبة. وهي إذا كانت بين العبد وبين العباد والمخلوقات. والأمر الثالث: إذا كانت بين العبد وربه فيما بينه وبين خالقه مما ليس بشرك. فالعفوا فيه أقرب. كما تقدم معنا.