والأحاديث في هذا كثيرة أختمها بحديث الترمذي الذي هو حسن بشواهده. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن رجلين ممن دخلا النار يشتد صياحهما فقال الرب: أخرجوهما، فقال لهما: لأي شيء إشتد صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا. قال: فإن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار. فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه، فيجعلها الله علية برداً وسلاماً، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له الرب تبارك وتعالي: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقي صاحبك؟ فيقول: رب أني لأرجو ألا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني، فيقول له الرب ـ تبارك وتعالي ـ: لك رجاؤك فيدخلان جميعاً الجنة برحمة الله]
هذه الأحاديث. ماذا نعمل بها؟ أنا أريد أن أعلم: إذا كنت تؤمن بصحيح البخاري والترمذي وغيره، ماذا تعمل بهذه الأحاديث؟؟.
إخوتي الكرام: أنظروا الموقف أهل السنة المهتدين، قال أهل السنة: من آتي ببدعة مكفرة. فنفي لله صفه ثابته. أو قال شيئاً بتأويل (?) لكن حكم عليه بالكفر، يقول المحققون من أهل السنة: مع أننا حكمنا عليه بالكفر لن يسوى الله بينه وبين الكافر الحقيقي. فهذا أتي ببدعة مكفرة. فلآجل الحكم الظاهري قلنا أنه كافر. لكن هذا سجد لله وصام وصلي. لكنه من هؤلاء الجهميه، يقول: القرآن مخلوق. الله لا يتصف بصفه، الله ما قدّر شيئاً.... من أهل البدع الذين قالوا بدعاً كثيرة وضلوا فحكم عليهم بالكفر لأجل بدعتهم المكفرة. في موضوع الخلود في النار قال أئمتنا: (بياض) نمسك , فأمرهم إلي الله. وبعضهم قال: نرجوا لهم أن يخرجون مع أننا حكمنا عليهم بالكفر. لأن ظاهر الحكم في الدنيا ينطبق عليهم أنهم كفار.