وأنا أقول لهذا الشيخ: أسأل الله أن يلهمه وإيانا رشدنا: كما أنك إنفصلت عن الخوارج في هذه المسألة وأنصفت وأخبرت أن الخوارج خالفوا الكتاب والسنة وإجماع الامة ـ كما أنك تقول هذا في كتابك ـ عندما كفروا فاعل الكبيرة. فأنا أقول لك لعل الله يلهمك رشدك، ويلهمنا جميعا رشدنا فتقول: أن فاعل الكبيرة لا يخلد في النار ولا يمكن أن يسوى الله بين من وحّده وبين من جحده. يستحيل هذا قطعاً. فمآل العصاة إلى الجنة مهما طال تعذبيهم. ومن خالف هذا فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ـ كما سنذكر ـ فأنت قلت بقول المعتزلة تماماً. ولذلك تتذبذبون تارة مع الخوارج وتارة مع المعتزلة.

فالاباضية في الأصل فرقة من الخوارج لكن في هذه المسألة قالوا: لا نكفر فاعل الكبيرة لكن مخلد في النار؟ من زنا ومات على المعصية إن حج ستين حجة. وتصدق بجبال من ذهب واعتكف عن بيت الله الحرام , ومات في سبيل الله بعد ذلك. مخلد في نار جهنم؟ !

يا أخوتى الكرام: الله يقول: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) (?) أنتم عكستم!!

... ويقول: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)) (?) حسناته كلها طارت بهذا الذنب؟!

ما نقول إنه أحسن بذنبه، لكن أمره إلى إلى الله إن عفا عنه؛واسع الفضل والمغفرة، إن عذبه سنة، سنتين، ثلاثة، ثلاثين وبعدها؟ يعني يقول له: أنت وأبو جهل سواء، أنت وإبليس سواء؟ مآله إلى الجنة ـ كما سيأتينا ـ بنصوص نبينا عليه الصلاة السلام المتواترة، ولا ينكرها إلا كافر طمس الله على قلبه.

ولذلك عقيدتنا معشر أهل السنة في فاعل الكبيرة: أن من مات (بياض) ربه، إن شاء الله عذبه فعدل وإن شاء غفر له ففضل، إن عذب مآله إلى الجنة ولا يخلد من قال لا اله إلا الله في النار وإن لم يعمل خيرا قط (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015