إذا غفر الله له هل يقال: أخلف الله وعيده؟ هل يقال: إن هذا يعتبر كذباً في أحكامه وأخباره؟ لا لَمٍ؟ لأننا قلنا هو أصالة مقيد بعدم المغفرة. وما قال: أنا سأعاقبه حتي نقول: إذا لم يعاقبه فقد ألخلف وعيده. والله ((لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) (?) في حق الوعد والوعيد لكننا نقول: كل وعيد مقيد بقيدين: بعدم التوبة. بعدم مغفرة. فمن تاب لا يناله الوعيد لا نقول: أخلف الله وعيده. نقول: الوعيد مقيد بعدم التوبة. فإذا تاب وجد مانع لنزول الوعيد. وهو التوبة. وإذا غفر الله له وجد مانع لحلول الوعيد وهو المغفرة هذا وضحه لنا نبينا علية الصلاة والسلام ففى مسند أبي يعلي والبزار وكتاب البعث للإمام البيهقي. والحديث رواه ابن عساكر في تاريخه. والخرائطي في مكارم الأخلاق. وفيه راو ضعيف، وهو سهيل بن أبي حزم القطيعى من رجال السنن الأربعة. حكم عليه الحافظ إبن حجر في التقريبي بأنه: ضعيف. لكن الحديث يشهد له حديث أبي عبادة. فيتقوى به ويصل إلى درجة الحسن إن شاء الله. عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من وعده الله علي عمل ثواباً فهو منجزه له (?) ومن وعده علي عمل عقاباً فهو فيه بالخيار إن شاء عذبه وان شاء غفر له] . هذا هو الخيار. وهذا تحت مشيئته: إن شاء أن يعذب. إن شاء أن يغفر. كما أنك إذا تبت لا ينالك الوعيد، فإذا غفر الله لك لا ينالك الوعيد تقدم معنا أن الخوارج قالوا: فاعل الكبيرة كافر. وخالف في هذا المعتزلة. قالوا: فاعل الكبيرة ليس بكافر لكنه ليس بمؤمن. وهذا الوعيد الذي سيناله في الآخرة يغفر الله له أولا؟ قالوا: يستحيل أن يغفر الله له، وإذا غفر الله له فهو كذاب وتنزه عن ذلك - سبحانه وتعالى -، لا بد أن يعذبه..!!. ما هو العذاب؟ قالوا: العذاب هو الخلود في النار (?) .