والسطل مثال الكبيرة التي يقلع عنها صاحبها وحقيقة الصغيرة التي يواظب عليها صاحبها أشنع بكثير من الكبيرة التي يقلع عنها صاحبها لكن لو قيل: كبيرة يواظب عليها صاحبها. فأيهما أشنع؟ الكبيرة قطعاً. هذا لا خلاف فيه كبيرة يواظب عليها. صغيرة ويواظب عليها. الكبيرة أشنع. صغيرة يواظب عليها كبيرة فعلها وأقلع وتاب، الصغيرة أشنع. صغيرة لا يواظب عليها. وكبيرة لا يواظب عليها تاب منها. نقول: الصغيرة حالها أيسر لأن هذه في الأصل غفرت له باجتنابه للكبائر وبطاعته لله جل وعلا. وأما تلك فأمرها عظيم لا بد من توبة نصوح وأمر صاحبها مفوض إلى الله جل وعلا وهل تحققت شروط التوبة أو قبلت؟ هذا مرده إلى الله. أما الصغائر فقلنا فيها وعد كريم لأن من اجتنب الكبائر تغفر له الصغائر. لأنه لا يخلو عبد من لمم [إن تغفر اللهم تغفر جماً وأىً عبد لك لا ألّماً] (?) لا يخلو أحد من صغائر. ورحمة الله جل وعلا واسعة. إذن ستة أمور تكبر بها الصغائر. أولها المواظبة والمدوامة والاستمرار والإصرار فإذا فعل هذا تنقل الصغيرة إلى ديوان الكبيرة.

ثانيها: الأمر الثاني الذي تكبر به الصغيرة: الاستصغار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015