وهذا الكلام (¬1) روى مرفوعاً عن نبينا المختار صلوات الله وسلامة عليه من رواية ابن عباس وأبى هريرة وأمنا عائشة رضي الله عنهم أجمعين. لكن الأسانيد إلى هؤلاء الصحابة تالفة لا تثبت. الحديث شديد الضعف عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -[لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار] لكن المعنى صحيح. وقد مثل أئمتنا لصغائر التي يواظب فاعلها عليها والكبائر التي يفعلها الإنسان ويقلع عنها ويستغفر منها بمثال حسي. فقالوا: لو أن إنساناً أخذ سطل كبير من الماء في أيام الشتاء وسفحه عليك مرة واحدة. يؤذيك. الأذى كبير أو صغير؟ كبير سطل كبير سفحه عليك غرقك وبدأ الماء يشر عليك من رأسك إلى رجليك والوقت بارد والماء بارد وآذاك أذى كبير. لكن بعد هذا جاء واعتذر إليك وقال: يا عبد الله سامحني وأخطأت في حقك وهذه ثياب نظيفة إلبسها وعفي الله عما سلف. تقول: عفي الله عنك. لكنه آذاك أذى كبيراً. لو قدر أنه أخذ هذا السطل بدل من أن يسفحه عليك لتكون جنايته جناية كبيرة، (بياض) قال: أنا أريد أن لا أفعل معصية كبيرة معك ولا أريد أن أسيء إليك إساءة كبيرة ماذا أعمل. أعلق السطل فوق رأسك بحيث كل دقيقة يقطر قطرة. ولو قطرة واحدة فقط لما كان لها اى تأثير. لو قطر على رأسك قطرة ومشى قد لا تشعر بها. ليست حالا كحال السطل لكن السطل الآن بكاملة سيفرغه عليك قطرات. وقد وصل الحال العتاه الذين يعملون في تعذيب المسلمين من أجهزة المخابرات الذين لا يخافون رب العالمين أنهم يحبسون المسلم في زنزانة ـ حجرة ـ يبقى قائماً فيها. وهذه الزنزانة تقطر علية كل دقيقة قطرة ماء هذا الآن في السجون التي يعذب فيها إخواننا في الله يوضع في زنزانة له لا يستطيع أن يقعد ولا يتمدد. قائم ثم فوق رأسة كل دقيقة قطرة ماء تقطر عليه. هو يشعر كأن رصاص يضربه باستمرار. حقيقة فيه أكبر أذى. هذا مثال الصغيرة التي يواظب عليها فاعلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015