وهكذا محمد بن الحسن تلميذ أبى حنيفة كان يقول بهذا القول شهد على شريك القاضي في مسألة فرد شهادته فقيل: ـ كيف ترد شهادة وهو إمام المسلمين؟ قال: استحي من الله أن اقبل شهادة من يقول الصلاة ليست من الإيمان. لأن الصلاة من العمل والصلاة ليست من الإيمان. كيف أقبل شهادة من يقول هذا. والله يقول في كتابه: ((وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)) (?) لكن كما قلنا (بياض) ليست من الإيمان (بياض) لا حرج فيه (بياض) إذا فعلها صار تقياً وإذا تركها صار شقياً لكن يقول: الإيمان يتحقق بالاعتقاد والإقرار فبقى إرجاء صوري يخالف أهل السنة في الصورة لا في الحقيقة. ترك هذا أولى وعدم القول به أحسن وأسلم. ومن قال به نلتمس له العذر لئلا نضلله. لكن لا نصوب قوله ونقول هذا هو الحق فعياذاً بالله من ترك قول جمهور السلف ولأخذ بقول بعض المتأخرين ممن يقوله تأويل معتبر. نحن نقول هذا التأويل لنخرجه من الضلال لا لنأخذ به. أما الإرجاء الذي يطلقه علينا أهل البدع المعتزلة. قلنا: لا حرج فيه. أننا نرجىء الحكم على صاحب الكبيرة الإرجاء الذي يتطلقونه علينا إذا توقفنا في الخلاف الذي وقع في الصحابة الكرام بعد عثمان لا حرج فيه. الإرجاء الثالث لا حرج فيه المآل والحقيقة لكن تركه أولى. الإرجاء الأول الذي ذكرناه وهو الرابع إرجاء بدعي ينبغي الحذر منه.

إخوتي الكرام:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015