ولذلك: كان أئمتنا يحذرون ممن قال بقول أبى حنيفة لا لأن القول مبتدع خبيث ويؤدى إلى خلاف في الحقيقة بين هذا القول وبين أهل السنة خشية أن يتصيد بهذا القول المرجئة الحقيقيون وأن يضلوا العامة بعد ذلك وأن يقولوا لهم الإيمان قول واعتقاد وأما العمل ليس منه كما يقول أبوة حنيفة وغيرة فلئلا يتذرع ويتمسك بهذا القول إلى بدعة كانوا ينفرون منه أنظر إلى مٍسّعر بن كٍدَام علية رحمة ربنا الرحمن (?) قال الإمام الذهبي في ترجمته (?) مسعر بن كدام إمام حجة ثقة. يقول: وقطعنا فيه السليمانى بغير حجة فقال إنه مرجىء. قلت: والإرجاء مذهب لعدة من جلة العلماء لا ينبغي التحامل على قارئة. أي ارجاء؟ ارجاء أبي حنيفة ليس الإرجاء البدعي، ذاك قلنا المتصف به ضال وانتهي وقال الإمام ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة مسعر: قال شعبة كنا نسميه المصحف ـ أي نسمى مسعر بن كدام بالمصحف (?) لحفظة وضبطه وعدم نسيانه وخطه وكان يقرأ كل ليلة نصف المصحف. وقد عرض عليه أبو جعفر المنصور القضاء فامتنع. وقال ابن أبى حاتم. لاأبيه إذا اختلف الثوري ومسعر فقول من نقدم؟ قال نقدم قول مسعر. وقال شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك عليهم جميعاً رحمة الله: من كان ملتبساً جليساً صالحاً فليأت حلقة مسعر بن كدامن. لما توفى هذا العبد الصالح أمتنع سفيان الثوري من حضور جنازته وقال لا احضر جنازة من يقول العمل ليس من الإيمان. وهذا لم؟ تنفيراً كما قلنا من هذا القول لئلا يجر إلى الإرجاء البدعى الذي من اتصف به فهو ضال بالاتفاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015