أما الإرجاء: يطلق أيضاً على ثلاثة أمور أخرى: أمران سليمان سديدان لا حرج في كون الإنسان يتصف بهما لأن أهل البدع ينبذون أهل الحق بها.. وواحد في الحقيقة لا حرج فيه ولا على أصحابه لكن تركه أولى.
يطلق الإرجاء على آهل السنة أهل الهدى. ومن الذي يطلق عليهم هذا؟ المعتزلة. المعتزلة يقولون عن أهل السنة إنهم مرجئة.؟ لأننا نحن لا نجزم بحال صاحب الكبيرة عند الله فلا نقول في الجنة ولا في النار. نقول: أمرة إلى الله وان شاء عذبه وان شاء غفر له إن عذب مآله الجنة يقولون أنتم مرجئة لأنكم ترجئون ـ تؤخرون ـ الحكم عن صاحب الكبيرة ولا تجزمون له بالنار (بياض) في هذا الإرجاء حرج؟ ! أكرم بهذا الإرجاء. إذا كان الإرجاء هذا معناه فنحن مرجئة كما قال (بياض) الشافعي:
إن كان رفضاً حب أصحب النبي - صلى الله عليه وسلم -
فليشهد الثقلان أنى رافضي
يعنى إذا كان معنى الرافضة حب آل البيت فأنا رافضي. ليس هذا معنى الرفض ومعنى الرفض: تكفير الصحابة وطعنهم ولعنهم ولذلك أنظر ماذا يقول الشافعي:
إن كان ناصبي حب أصحاب النبي
فليشهد الثقلان أنى ناصبي