من عبد الله بالخوف فقط فهو حرورى أي خارجي من الذين يقولون بالوعيد لا بالوعد (?) ومن عبده بالرجاء فقط فهو مرجىء ومن عبده بالحب فهو زنديق ـ هذا يؤول به الأمر كغلاة الصوفية الذي يقول أنا الله والله أنا وينزل المحب نفسه منزلة محبوبة. وهذا حال الضالين يعبد بالحب فقط. بالخوف فقط، بالرجاء فقط ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو موحد صديق وصل الأمر ببعض المحبين المهوسين عندما مر على قول الله جل وعلا ((تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)) (?) قال: يخوفنا الله بنار جهنم. والله لو بصقت عليها لأطفأتها سبحان الله! ستطفأ ناراً وقودها الناس والحجارة؟! هذا هو الإضلال وهذا هو الدلال في غير محلة دلال أهل الضلال. وقل: لو ضربت جهنم بطرف مرقعتي (?) لأطفأتها. فقط أشير إليها هكذا بطرف المرقعة تخمد. فنار جهنم نحن نخاف منها! هذا هو حال الحب وذلك حال الخوف وهذا حال الرجاء فلا بد من اجتماع الأمور. حب وخوف ورجاء والعبد سمي عبداً لأنه يحب ربه بجميع قلبه وتذلل له تذللاً تاماً. هذا معنى العبد. ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)) (?) فالمرجئة إذن سموا مرجئة لأمرين:

أخروا العمل عن الإيمان وقالوا ليس منه وغلبوا نصوص الوعد على نصوص الوعيد. هذا الإرجاء بدعي ومن اتصف به فهو ضال (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015