إذن هناك خطرات ولحظات: ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)) (?) ، وهنا لفظات وخطوات ((يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) راقب هذه الأمور الأربعة وحقيقة إذا اتقيت الله فيها وأحكمت هذه الأمور وما دخل عليك الشيطان من شيء منها فأنت إن شاء الله في حرز أمين في جوار رب العالمين. فالقلب لا يفكر بقبيح والعين لا تنظر إلى قبيح واللسان لا يتكلم بقبيح والجوارح والفعل والأرجل لا تمشى إلى قبيح؟. راقب هذه الأمور من خطوات ولحظات ولفظات وخطرات.

أخوتي الكرام: هذه اللفظات ينبغي أن نتقى الله فيها. وقلت عماد كل ما تقدم القلب. لكن القلب لا يطلع عليه إلا الرب. نحن ما نطلع إلا على الظاهر إذا أردت أن تعرف صلاح الإنسان من فساده زن كلامه وانظر إلى كلامه. ولذلك كان أئمتنا يقولون: القلوب قدور ـ، لكن ماذا يوجد في القدر؟ ما تستطيع أن تعرف إلا بالمغرفة فإذا غرفت يظهر هل فيه لحم أو فيه عدس. وهنا القلوب قدور ومغارفها الألسن. فإذا تكلم تعلم ماذا في القلب. هل فيه طيب أو فيه خبيث. وأحيانا ترى الإنسان تعجب به فإذا تكلم سقط من عينك. وقلت هذا شيطان مريد وأحياناً ترى الإنسان وقد تزدريه. تقول هذا مسكين لا يؤبه به فإذا تكلم ملك قلبك. فإذن القلوب قدور لكن المغارف هي الألسن وكان أئمتنا يقولون: هذه الأفواه حوانيت لكن ماذا في داخلها؟ لا نعلم إلا إذا تحركت هذه القطعة ـ فإذا تكلم الإنسان ظهر العطار من البيطار. هل هو عطار أو بيطار؟ ! ماذا عنده من حرفه ومهنه؟ هذا يظهره اللسان. فاتق الله في لفظاتك وفى لحظاتك وفى خطراتك وفى آخر الأمور وهى خطواتك (بياض) .

المبحث الخامس

أقسام الناس في ترك الذنوب

إخوتي الكرام: هذه المعاصي التي يقع الإنسان فبها ما هي دون الشرك. هذه طريق موصل إلى الشرك وكذلك ينبغي للإنسان أن يحذر من كل معصية صغيرة أو كبيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015