يليها بعد ذلك كما قلنا. ـ الخطوات. أين تذهب وكيف تتحرك؟ إنتبه لهذا وعثرت الإنسان إما من لسانه وإما من رجله. عثرت الرجل تبرأ على مهل كما يقول علماؤنا. لكن عثرت اللسان تدخله القبر وتوقعه في الكفر. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيح [المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده] (?) قدم اللسان لم؟ ضرره أشد ودائرته أوسع. هذا يتناول الحي والميت. الميت سلم من يدك أما من لسانك ما سلم، يناول الحاضر والغائب، الغائب سلم من يدك مهما كنت سفاكا بطاشاً هرب منك، لكن ما يسلم من لسانك أينما كان وثم هذا أوسع لمن تقدر عليه ولمن لا تقدر. البد لا تستطيع أن تمدها إلا من تقدر عليه إذا كان مستضعفاً وأنت قوى. إما اللسان تجلس في بيتك وتغلق الباب عليك وتطلق لسانك مثل الإذاعة على فلان وفلان من أمير إلى وزير إلى شيخ إلى كبير ما يسلم أحد منك. لكن أمامهم ما تستطيع تشير بإصبع لأنك ما عندك قوة ولا جراه هذا اللسان دائرة أوسع. وخطرة أشنع فقدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - عثرت اللسان وعثرن الرجل أيهما أعظم؟ اللسان جمع الله بينهما أيضاً في آية فقال ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) (?) إذن أرجلهم تضبط ويمشون بسكينه وتؤدة. فلا يوجد تجبر ولا تكبر ولا ضرب للأرض ولا قطع للطريق. وإذا تجاهل كما أنهم لا يقعون في عثرت في أرجلهم لا يقعون في عثرت بألسنتهم قالوا سلاماً قولاً يسلمون من الإثم ومن الخطيئة والمعصية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015