فإذا حصل في صدرك شيىء استحضر هذه الآية. لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. ((أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) (?) ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) (?) .
وأما الباب الثالث الذي ينبغي أن تراقبه: اللفظات. هذا اللسان أكثر خطايا بنى آدم في ألسنتهم. وفى حديث معاذ بن جبل في سنن الترمذي وغيرة بسند صحيح. [كف عليك هذا. قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم] (?) هذا اللسان اتق الله فيه [من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت] (?) أنتبه لهذا.
إن كنت تؤمن بالله واليوم الأخر وأنك ستصير إليه حافظ على هذه الوصية. الكلام فيه خير تكلم. ما فيه خير دعك من الهزرمة والكلام الفارغ. هذا إذا لم يكن في إثم ومعصية. طبخنا وذهبنا وجئنا وعملنا وكذا ... من كلام تشغل له نفسك وغيرك ولا فائدة منه. هلا جعلت مكان هذا تسبيحاً لله جل وعلا؟ فإذا قلت سبحان الله وبحمده تغرس لك نخله في الجنة. وتجلس يوم كامل: طبخنا وذهبنا وجئنا وو.... كلام كله فارغ من الفضول. هذا إذا لم تدخل بعدها في غيبه ونميمة وقذف وبهتان وغير ذلك اللفظات لا بد من مراقبتها.