وآلت معصية آدم الذي تمت واستقامت وحسنت قوته العلمية النظرية آلت معصيته الشهوانية أن يقول ((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (?) فكانت النتيجة: ((ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)) (?) وصار حاله بعد التوبة خيراً من حاله قبل التوبة.
وفى الغالب أكثر أمراض الشهوات سببها فساد في القوى العلمية أي وجود شبهات والإنسان حقيقة إذا ما عرف الله جل وعلا كما ينبغي وما عظم الله حق تعظيمه لا يكون عنده رادع بعد ذلك عن فعل فاحشة من الفواحش وموبقة من الموبقات. وقد أشار نبينا صلوات الله وسلامه عليه إلى هذين المرضين الخطرين. ففي مسند الإمام أحمد ومسند البزار ومعاجم الطبراني الثلاثة بسند صحيح عن أبى برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى شهوات الغي في البطون والفروج هذه هي مرض الشهوة. ومضلات الهوى هي مرض الشبهة وكل منهما مرض بنص القرآن. يقول الله تعالى ((فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)) (?) ويقول عن مرض الشهوة: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)) (?) هنا شهوة وهناك شبهة.