ولذلك عندما تفسد القوة العلمية القوى النظرية لا يكون عند الإنسان بصيرة وعلماً نافعاً يقع في الشبهات ويشرك برب الأرض والسموات وعندما تفسد القوى الإرادية العملية هو عرف الحق ومؤمن مهتدى وما أشرك بالله شيئاً لكن ما عنده عزيمة ما عنده ميل للحق وحب له وتصميم على فعله.. ماذا يقع؟ يقع منه غناء وزنا وأكل ربا وسرقة وغش وخيانة.. هذه كلها دافعها الشهوات أو شبهات. ولذلك جميع الآفات إما أن ترجع لسيئة فساد القوة العلمية وإما لسيئة فساد القوة العملية شبهة أو شهوة. والذي لا يتنزه عن الفساد الأول والسيئة الأولى لا يمكنه أن يتنزه عن الفساد الثاني قصعاً وجزماً ولذلك لا يمكن للإنسان أن يتطهر من مرض الشهوة إلا إذا تطهر من مرض الشبهة. وأما مرض الشبهة فقد يتطهر منه ويقع في الشهوة. لكن هل هناك إنسان يفطم نفسه عن الشهوات والمحرمات وهو ممتلىء بفساد الفكر وخبث النظر ونجاسة القلب؟ لا يمكن أبداً ذاك لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ولا يرى أن هذا حلال وأن هذا حرام. ولا يتورع عن رذيلة وإذا فسدت القوة العلمية النظرية سيتبعها آفات شهوانية. لكن أحيانا القوى العلمية تكون سليمة ولكن الإنسان ما يستطيع أن يزم نفسه بزمام التقوى فما عنده عزيمة ولا ميل للحق وحب له وإرادة على العمل به ولذلك لا يمكن للإنسان أن يتطهر من مرض الشهوة إلا إذا تطهر من مرض الشبهة. ولذلك من كان مرضه في مرض الشهوة إلا إذا تطهر من مرض الشبهة ولذلك من كان مرضه في مرض الشهوة سرعان ما يفيء ويرجع إلى الحق. ومعصية اللعين إبليس كانت من باب الشبهة. ومعصية أبينا آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامة فكانت من باب الشهوة (بياض) معصية إبليس أن يطلب: من ربه الأنظار إلى يوم الدين ليزداد ضلالاً وعتواً ولعنة من الله جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015