لا عاصم اليوم من عذاب الله إلا من رحم واحرصوا على هذين الكتابين لاسيما الكتاب الثاني للإمام ابن القيم فحقيقة فية ما يزهد الإنسان في معصية خالقه ويحببه في طاعة ربه جل وعلا وقد ذكر شناعة المعصية وأضرارها وما يترتب عليها وكيف أن صاحبها ليس له عقل ثم قال: هل يتصور من عاقل أن يعصى الله في ملكه على أرضه تحت سمائه يتغذى بنعمه وخيراته وهو تحت نظره لا تخفى عليه خافيه من أمره؟ ! هل يليق بالعاقل أن يعصى الله إذا كان هذا حاله! أنت على أرضه وتحت سمائه. تأكل من رزقة هذه الجوارح من نعمة لا تغيب عن نظره ولا تخفى عليه كيف إذن يتصور وقع المعصية منك؟. أو ليس الشكر بواجب؟ وأقل مراتب الشكر ألا تعصى المنعم بنعمة وان تقوم بهذه النعم حسبما يرضى المنعم سبحانه وتعالى.
هذه السيئة التي سميت سيئة لهذين الأمرين لا تخرج عن ثلاثة أحوال:
1. إما تكون هذه السيئة سيئة بينك وبين خالقك في أمر لا يغفره الله.
2. وإما تكون بينك وبين خالقك في أمر وعد الله بالمغفرة عليه وأخبر أنه يمكن أن يغفر لمن فعله.
3. وإما أن تكون هذه السيئة في ظلم منك نحو عباد الله.
سيئة مع الخالق عملتها لكن الله أخبرنا أنه لا يغفرها لصاحبها وهى الشرك. سيئة مع الخالق عملتها وهى ما دون الشرك فيما بينك وبين ربك. من غناء وشرب خمر وفطر في رمضان وتفريط في واجبات فرضها عليك الرحمن ونظر إلى حرام وغير ذلك هذا بينك وبين الله العفو فيه اقرب ((إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)) (?) وسيئة بينك وبين العباد ظلمتهم فالقصاص واقع لا محالة.