2 – لأن سبب كل سوء في هذه الحياة ينزل في المخلوقات هو بشأن السيئات. وصدق الله عندما قال ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)) ما نزلت عقوبة من الله بخلقه وعلى عباده إلا بسبب معاصيهم ((إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)) (?) إذن هذه سيئة سميت بذلك لأنها أيضا هي سب العقوبات والسيئات التي تنزل بسبب معاصيهم لربهم جل وعلا ثبت في مسند الإمام احمد وسنن النسائي وابن ماجة والحديث في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم بسند صحيح عن ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يريد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر] الرزق بشؤم المعصية يحرمه الإنسان. إذن سميت المعاصي سيئات لأمرين. تسوء العاقل. وهى سبب حلول السوء والعقوبات بالمخلوقات هذا فيما يتعلق بالمبحث الأول وقد ألف الإمام ابن تيمية عليه رحمه الله كتابا جليلاً صغير الحجم يقارب المائتي صفحة لكنه مملوء بالفوائد سماه: " الحسنه والسيئة " طبع على إنفراد وهو موجود ضمن مجموع الفتاوى في الجزء الرابع عشر من صفحة 229 ـ 426 والإمام ابن القيم ألف رسالة أيضاًَ وكتاباً نافعاً في حدود ثلاثمائة صفحة سماة " الجواب الكافي لمن سئل عن الدواء الشافي " وسميت في بعض الطبعات " الدواء والداء " وكله يدور حول الحسنة والسيئة. الداء هو السيئة، والدواء هو الحسنة.