وقد أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه الكثيرة إلى وجوب ترك ما حرمه الله علينا لننال وصف المتقين فمن فعل شيئا من ذلك خرج عن عداد المتقين وفي مسند الإمام احمد وسنن الترمذي وابن ماجه (?) عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:] من يأخذ عنى هذه الكلمات فيعمل بها أو يعلم من يعمل بها؟ فقال أبى هريرة - رضي الله عنه - أنا يا رسول الله - رضي الله عنه -[وهو حقيقة أحرص الصحابه على العلم بشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري قال: قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال [لقد ظننت ألا يسألني هذا السؤال أحد غيرك لما رأيت من حرصك يا أبى هريرة أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله إلا الله صدقا من قلبه – وفى رواية: خالصا من قلبه] هذا أبو هريرة - رضي الله عنه - فالنبي عليه الصلاة والسلام عندما عرض هذا الأمر. من يأخذ هذه الكلمات فيعمل بها أو يعلم من يعمل بها. فقال أنا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي جند نفسة لتلقى العلم ونشره - رضي الله عنه - وعن سائر الصحابه الكرام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -[اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب الناس ما تحب لنفسك تكن مسلما وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب] صدق نبينا - صلى الله عليه وسلم - الشاهد في الجملة الأولى اتق المحارم تكن أعبد الناس ما حرمه الله عليك ابتعد عنه ولذلك كان عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - يقول ليس التقى بمن يقوم الليل ويصوم النهار ثم يخلط فيما بين ذلك ـ أي يعتدي ويطلق نظره وسمعه ولسانه وأحيانا يده إلى ما حرم الله.