أما الأركان الأساسية فلا تحصل التقوى في الإنسان إلا بنوعين اثنين: فعل ما أمر الله به أمر إيجاب. وترك ما نهاه الله عنه نهى تحريم إذن يفعل ما أوجبه الله عليه ويترك ما حرمه عليه. هذا من أركان التقوى الأساسية بحيث إذا فرط في شيء من ذلك لا ينال وصف المتقين ولا يدخل في عداد المتقين. ثبت في مسند الإمام احمد وصحيح مسلم عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإنه اهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم] الظلم: هذا من الكبائر والشح هذا من الكبائر إذا كان البخل من الكبائر فكيف بالشح؟ والشح هو زيادة بخل وقيل: الشحيح هو الذي يبخل بمال غيره. والبخيل هو الذي بمال نفسه. يعنى هذا لا يجود ولا يؤدى ما علية ولا يريد أحدا أيضا أن يحسن إلى فقير. سبحان الله إلى هذا الحد: هو ما دفع ما عليه. هذا بخل وإذا رأى أن إنسانا دفع ما أوجبه الله عليه وساعد به محتاجا يغضب ويضيق صدره. فهذا شح فإذن أعظم من البخل. فإذا كان الأمر كذلك لا يريد أن يرى إحسانا على وجه الأرض. اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم إما هو أعظم البخل وإما هو كما قلنا _ بخيل يبخل بمال نفسه وشحيح يبخل بمال غيره فالشح من الكبائر، والظلم من الكبائر فمن وقع في شيء من ذلك خرج عن وصف التقوى.