قال عمر بن الخطاب لأبى بن كعب - رضي الله عنهم - أجمعين يا أبى يا أبا المنذر ما معنى التقوى؟ وأبى سيد القراء كما ثبت في المسند وسنن الترمذي بسند صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال [أقرؤكم أبى] أبى بن كعب هو اقرأ هذه ألامه لكلام الله - عز وجل - وقد ثبت في صحيح البخاري عن نبينا انه قال لأبى بن كعب [يا أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟ فقلت- بعد أن فكر- آية الكرسي فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر] أي هنيئا لك بالعلم وبهذا التوفيق ومنة الله عليك أنك اهتديت إلى المطلوب أعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي. فعمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - قال لسيد القراء أبى ابن كعب ما حقيقة التقوى؟ وما معنى التقوى التي أكثر الله من ذكرها في كتابه؟ فقال أبى يا أمير المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين أما سلكت طريقا ذا شوك قال بلى قال فماذا كنت تفعل قال كنت أشمر ثيابي وأحترز قال هذه هي التقوى نشمر في طاعة الله وأحترز من معاصي الله شمر وجد في طاعة الله واحترز من سخط الله احترز وابتعد هذه هي التقوى قال الإمام ابن كثير في تفسيره عليه رحمة الله وقد اخذ ابن معتز هذا المعنى من أبى ابن كعب فنظمه في أبيات من الشعر فقال- ونعم ما قال:
خلى الذنوب صغيرها ... وكبيرها ذاك التقى
وصنع كماش فوق ... ارض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن ... الجبال من الحصى