إخوتى الكرام: والتقوى تضاف إلى الله جل وعلا وقد أضافها إليه وامرنا أن نتقيه في آيات كثيرة في كتابه فقال جل وعلا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم)) (?) ((اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)) (?) في آيات كثيرة وإذا أضيفت التقوى إلى الله فالمراد منها ومعناها أن نتقى غضبه وسخطه وأن نحذره جل وعلا فلا نترك ما أمرنا به ولا نرتكب ما نهانا عنه وأحيانا تضاف التقوى إلى سبب سخط الله ولعنته وغضبه أو إلى الزمان الذي يحصل فيه ذلك وبكل من الأمرين ورد الأمر في كتاب الله جل وعلا قال الله جل وعلا ((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)) (?) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ)) (?) وفى ذلك اليوم يظهر السخط والمقت واللعنة والغضب على من عصى الله بفعل ما نهاه أو ترك ما أمره به فأضيفت التقوى إلى الزمان الذي يظهر فيه سخط الله على أتم وجه وأكمله في ذلك اليوم على العصاه ((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)) وأضفيت إلى المكان الذي تحصل فيه لعنة الله وسخطه وغضبه ومقته وهو نار جهنم ((فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)) (?) وقد أضيفت التقوى في كتاب الله إلى هذه الأمور الثلاثة:

1. إلى الله ((اتقوا الله)) (?) .

2. إلى مكان سخط الله ولعنته فهي غضبه وعذابه النار يعذب بها من شاء من عباده الفجار ((فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) .

3. إلى اليوم الزمن الذي ظهر فيه ذلك السخط ((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015