وخامس الأمور: وهو آخر الآداب: إذا دخلت المرأة إلى المسجد فمع ذلك ينبغي أن تبتعد عن الرجال في المسجد، وأن تكون في مؤخرة الصفوف وفي الجانب الذي يبعد عن المسجد، فهذا أحسن لها وأفضل لصلاتها كما ثبت في المسند والحديث في صحيح مسلم، والسنن الأربعة من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول [خيرُ صفوف الرجال أولُها وشَّرها آخرهُا وخيرُ صفوف النساء آخرهُا وشَّرها أوُّلهُا] والحديث رواه الإمام الطبراني من حديث أبي أمامة وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم أجمعين- والحديث رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله ورواية جابر مخرَّجة في سنن ابن ماجه وفي بعض ألفاظ الحديث [خير صفوف الرجال مقدمُها وشر صفوف الرجال مؤخرهُا، وخير صفوف النساء مؤخرهُا وشر صفوف النساء مُقَدَمُها] .
هذه الأمور الخمسة ينبغي أن تعتني بها المرأة إذا خرجت من بيتها ما يتعلق بلباسها، ما يتعلق بطيبها، ما يتعلق بحال مشيتها، ما يتعلق بدخولها إلى بيت ربها، ما يتعلق بصلاتها عند أدائها في بيت ربها.
أسال الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يسترنا وأن يستر أعراضنا وأعراض المسلمين والمسلمات إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول وأستغفر الله.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبدُ الله ورسولُه خيرُ خلق الله أجمعين، اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا، وارضَ اللهم عن الصحابة الطيبين وعمّن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.