والرفع إخوتي الكرام شامل لأمرين كل منها تدل عليه الآية الكريمة {أذن الله أن ترفع} أن ترفع حساً: أي أن تبنا وأن تشيد وأن ترفع على وجه الأرض كما قال جل وعلا {ءأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها} ، {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} أذن الله أن ترفع وأن ترفع وأن تكون بيوت الله في الأرض كالنجوم في السماء يهتدي إليها أهل الأرض فلا تكون كالمغارات والسراديب والمناجم والمخابئ لا يهتدي الناس إليها، لا هذه بيوت لها شأن ومنزلة وعظمة. {في بيوت أذن الله أن ترفع} ينبغي يتميز بناءها عن الأبنية الأخرى وأن تكون ظاهرة للأعين على مرأى الناس {في بيوت أذن الله أن ترفع} وإذا عمِّرت هذه البيوت ورفعت فهيئاً ثم هيئاً لمن يرفعها ويبنيها ويشيدها ويقيمها، ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عثمان بن عفان ذو النورين الخليفة الراشد رضي الله عنه وأرضاه أنه عندما وسَّع مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكثر الناس الكلام فيه قام رضي الله عنه ورقى النبر وقال يا أيها الناس إنكم أكثرتم وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة] من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة.