وفي بعض الروايات: [من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة] وعثمان رضي الله عنه هو ثاني من وسَّع مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، الموسِّع الأول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما وسع المسجد لهيبة عمر وشدته في الحق رضي الله عنه وأرضاه ما تكلم المتكلم وما حرك أحدٌ شفتيه، فلما وسَّع عثمان مسجد النبي عليه الصلاة والسلام كثر اللغط وأنه غيَّر معالم المسجد، وأنه زاد، وأنهُ وأنه، فقام رضي الله عنه كأنه يعتذر إليهم لحلمه ورحمته وعفوه وصفحه رضي الله عنه وأرضاه فقال إنكم أكثرتم، تكثيرون من الكلام واللغط، وتقعون في عرضي وقد سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: [من بنى مسجداً لله يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة] فماذا عمل ذو النورين إلا أن وسَّع مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
إخوتي الكرام:
إذا قام الإنسان بهذا ببناء المساجد ورفعها حسا له هذا الأجر عند الله جل وعلا بنى الله له بيتاً في الجنة، بنى الله له مثله في الجنة، ولا يشكنَّ عليك أخي الأمر حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي فيه التصريح بالمثلية مع قول رب البرية: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وهنا بنى الله بيتاً في الجنة، بنى الله له مثله لما لم يقول عشر بيوت؟ إنَّ بيت الجنة وإن ساوى بيت الدنيا في الاسم فيخالفه في الحقيقة في السعة والمساحة، وفي الجودة والإتقان، فهو بيتٌ له سمى البيت لكن الفارق بين بيت الجنة والبيت الذي تبنيه وترفعه في هذه الحياة لعبادة رب الأرض والسماوات أعظم بكثير من الفارق بين بيت الأمير والفقير، فهو بيت وهذا بيت لكن ذاك بيتٌ فيه ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ومسافته ومساحته لا يعلمها إلا الكريم الذي يبني لك هذا البيت في جنات النعيم.
إخوتي الكرام: