ووسع الأمر عكرمة رحمه الله ورضا عنه فقال {في بيوت أذن الله أن ترفع} هي كل ما يبنى على وجه الأرض ينبغي أن يرفع من أجل الله وأن يذكر فيه اسم الله، وأن يسبح في تلك البيوت بالغدو والآصال. ولعله يريد بذلك أن بيوت الناس ينبغي أن تكون على غرار المساجد فيها نوراً وهدىً وذكرٌ لله وتسبيحاً له بالغدو والآصال. والتفسير الذي ينبغي أن يعتمد وأن يعول عليه فيه معنى الآية {في بيوت أذن الله أن ترفع} هي المساجد، والأمران حاصلان فيها، فهي التي أمر الله برفعها وتعظيمها حساً ومعنى كما سيأتينا، ولا يوجد مكان يحصل فيه من كثرة ذكر الله والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام كما يحصل في خير البقاع ألا وهي المساجد.
{في بيوت أذن الله أن ترفع} أذن الله أن ترفع: هذا الأمر الأول أعلم وحكم وألزم وفرض وأخبر عن هذا الأمر بالإذن تنبيهاً على المأمورين ينبغي أن يسارعوا إلى تنفيذ هذا الأمر قبل أن يوجه إليهم هذا الأمر من الآمر فيكون حالهم كحال المستأذن فالله يقول أذنت لكم برفع هذه البيوت وعمارتها.