يا عبد الله ماذا تنفع الاجتهادات وماذا تنفع بعد ذلك وشريعة الله كلها نُحيت عن الحياة وبعد ذلك نأتى نثير هذه الخصومات بيننا وبين سلفنا
تقدم معنا كلام العبد الصالح يحيى بن عمار أبى زكريا توفى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة من العلماء الربانيين القانتين انظروا ترجمته فى السير فى الجزء السابع عشر صفحة اثنتتن وثمانين وأربعمائة وكلامه فى مجموع الفتاوى فى الجزء العاشر صفحة خمس وأربعين ومائة قال:
أنواع العلوم خمسة العلوم خمسة علم فيه حياة الدين وهو علم التوحيد وعلم هو قوت الدين وهو علم العظة والتذكير تقدم معنا فى أول دروس الفقه وعلم هو دواء الدين وهو علم الفقه وعلم هو داء الدين وهذا هو النزاع الذى جرى بين الناس وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام والفلسفة وعلم الشعوذة والطلاسم
داء الدين أن تثير النزاع الذى كان بين سلفنا الكرام الطيبين رضوان الله عليهم أجمعين
إخوتى الكرام هذه مسألة والمسألة الثانية كما قلت فى العبادات لابد من ذكرها أيضا على وجه الاختصار أشير إليها وأذكرها فى أول الموعظة الآتية بعون الله وتوفيقه والإخوة الذين يحضرون معنا كانوا فى تفسير سورة الفاتحة كنت أشرت إليها باختصار أيضا فى آخر تفسير سورة الفاتحة
إخوتى الكرام اتفق أئمتنا أنه لابد من القراءة فى الصلاة هذا محل اتفاق واتفقوا على أنه إذا قرأ الفاتحة أحسن وأجزأه ذلك لكن انتبه هل تتعين الفاتحة أو لا؟
على قولين عند سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه لا تتعين ويجزىء غيرها وعند المذاهب الثلاثة تتعين
القول الثانى الذى يترتب على هذا هذا الشىء الذى يتعين ولابد منه وهو القراءة من فاتحة أو منغيرها على من يلزم هل يلزم كل مصلٍ أو بعض المصلين؟
فالإمام أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه يلزم كل مصل إلا المأموم فلا يقرأ فاتحة ولا ما عداها فى جميع أحوال اقتدائه فى جهرية أو فى سرية كما تقدم معنا