هذا إخوتى الكرام مثال وكما رأيتم من الأمثلة التى هى فى المعاملات هنا اختلف الأئمة الأربعة على قولين النص كما تقدم معنا واحد لكن احتمل والفهوم اختلفت وأسباب الاختلاف كما قلت يعنى أعظمها ترد إلى هذين الأمرين احتمالات النصوص تعدد معانيها تغاير الفهوم وتباينها وكما قلت أهل العلم فى حفظه متقاربون وفى استنباط فقهه متباينون وهنا كذلك هذا الحديث حفظه أئمتنا وما غاب عن أحد ولا يأتين بعد ذلك إنسان يقول هذا الحديث ما بلغ أبا حنيفة وما بلغ الإمام مالك رواه فى الموطأ وتقدم معنا رواية ابن عمر مروية فى الموطأ والعلم على خلافه فقف عند حدك ومعناه كذا
فهنا حقيقة إخوتى الكرام الذى ينظر فى هذين المعنيين لهذه الأحاديث من روايات متقدمة حقيقة يقول هذا معتبر وهذا معتبر بقى بعد ذلك الخلاف فى القضايا كما قلت يعنى الاجتماعية بين الناس العملية
يأتى ولى الأمر يتبنى ليرفع الخلاف هذا له ذلك إنما هذا قول معتبر وهذا قول معتبر وليس من حق أحد أن يضلل أحد القولين أو يقول إنه فاسد, أنت بعد ذلك تميل إلى هذا أو تميل إلى هذا بناء على ما يطمئن إليه قلبك من دليل فالأمر فيه سعة ورحمة الله واسعة
إخوتى الكرام الإمام ابن أبى ذئب رضى الله عنه وأرضاه من رجال الكتب الستة محمد بن عبد الرحمن ثقة فقيه فاضل توفى سنة ثمان أو تسع وخمسين بعد المائة إمام صالح من العلماء القانتين الربانيين قال الإمام أحمد رضى الله عنه وأرضاه كان يشبه بسعيد بن المسيب فقيل للإمام أحمد خلف ابن أبى ذئب مثله وتوفى قبل الإمام مالك ثمان وخمسين أوليس كذلك؟ أو تسع وخمسين قبل الإمام مالك رضى الله عنهم وأرضاهم يعنى من قرابة عشرين سنة تسع وسبعين الإمام مالك وهنا إذا كان تسع وخمسين لقرابة عشرين سنة قيل للإمام أحمد خلَّف مثله ابن أبى ذئب قال لا ثم قال كان أفضل من الإمام مالك إلا أن مالكا رحمهم الله أجمعين كان أشد تنقية للرجال منه