ولذلك المجتهد مَن هو؟ لا يكون مجتهدا إلا بذل ما فى وسعه للوصول إلى مراد ربه على طريق القطع أو اليقين من النصوص الشرعية الواردة فى الدين نصوص شرعية أراد بعد ذلك أن يستنبط منها الحكم لا بد الآن من اجتهاد من استنباط فهنا يبذل ما فى وسعه قد يصل إلى الحكم عن طريق القطع أو عن طريق غلبة الظن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها هذا إخوتى الكرام لابد من وعيه وتقدم معنا أنه من زيادة ورعه واحتياطه واتباعه لا يتقيد بالنصوص الشريعة من الكتاب والسنة بل يتقيد بفهم خير طبقات هذه الأمة وهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فإذا اجتهدوا فلا يخرج عن اجتهادهم وهو مُلزَم بأقوالهم لكن إذا اختلفوا لابد من أن يُعمِل المجتهد اجتهاده ليصل إلى حكمه فيختار مثلا هذا القول أو هذا القول فى المسألة الشرعية عندما تتعدد أقوال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهكذا إخوتى الكرام تقدم معنا الحديث المرسل يستدل به وهكذا الحديث الضعيف فالحديث الضعيف يُقدم على الرأى ويقدم على القياس والاستنباط إلحاق ما لم ينص عليه فمنصوص, مادام وُجد نص ضعيف يقدم على الاجتهاد وإعمال الرأى لنلتمس لهذا الأمر حكما من نصوص أخرى, لا, إذا عندنا حديث ضعيف فعلا لا نجاوزه هذا مذهب سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هذا متفق عليه عند الحنفية يقول الإمام ابن حزم كما فى عقود الجمان صفحة سبع وسبعين ومائة والخيرات الحسان صفحة اثنتين وأربعين ومناقب سيدنا أبى حنيفة وصاحبيه الذهبى صفحة أربع وثلاثين قال الإمام ابن حزم:
أجمع أصحاب أبى حنيفة رضى الله عنهم وأرضاهم أصحاب أبى حنيفة مجمعون أن ضعيف الحديث أولى عنده أى عند أبى حنيفة وعندهم أى عند اتباعه وأصحابه عند المذهب من القياس ضعيف الحديث أولى عنده وعندهم عند هذا المذهب من القياس هذا مجمع عليه