إخوتى الكرام كما قلت جمع الله فيه خصال الخير فهو من القرَّاء وهو من حفاظ أحاديث نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهو أول الفقهاء وهو من كبار الأولياء فماذا تريد بعد هذه الفضائل من فضائل من القراء وتُرجم فى كتب القراء راجعوا غاية النهاية للإمام أبى الخير ابن الجزرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا غاية النهاية فى طبقات القراء فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عند حرف النون النعمان قال هو الإمام فقيه العراق المعظم فى الآفاق أخذ القراءة عرْضا عن الإمام الأعمش وعاصم الذى نقرأ بقراءته حفص عن عاصم ثم قال وأفرد أبو الفضل الخزاعى جزءا فى قراءة سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه قال فى النفس شىء من ذلك الجزء انتبهوا ولو صح الإسناد إليه إلى سيدنا أبى حنيفة لكانت قراءته من أصح القراءات لكن هذا الإسناد حوله كلام الذى اتُهم به رجل الحسن بن زياد إذا وضع هذه القراءة على سيدنا أبى حنيفة وقيل إن الذى وضعها هو أبو الفضل الخزاعى والإمام أبو الخير ابن الجزرى برَّأ أبا الفضل الخزاعى وقال الذى وضع وهو الذى يمر الإسناد إليه الحسن بن زياد ونسبها إلى سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هو من القراء هذا مجمع وأخذ عن الأعمش وعن عاصم لكن هناك جزء فى قراءته لو صح الإسناد إليه لكانت من أصح القراءات لكن الإسناد كما قلت اتُهم به أبو الفضل الخزاعى واسمه محمد بن جعفر يلقب بركن الإسلام توفى سنة ثمان وأربعمائة كما فى غاية النهاية فى طبقات القراء فى ترجمته أما الإمام الخطيب البغدادى وبعده الإمام ابن الجوزى فى المنتظم وبعدهما الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية فقد ذكره أنه توفى أعنى أبا الفضل الخزاعى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وفى غاية النهاية كما قلت ثمان وأربعمائة, أربعمائة وثمانية على كل حال كما فى تاريخ بغداد والمنتظم والبداية والنهاية فى حوادث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة عُرض