الإمام مالك لم أرَ مثل أبى حنيفة ولو رأيتَ أبا حنيفة (للمخاطب للإنسان) لو رأيت أبا حنيفة لرأيت رجلا لو قال لك إن هذه السارية ذهب لقام بحجته
أى من بلاغته وحسن كلامه ترتيبه وفصاحته ما رأيت مثل أبى حنيفة ولو رأيت أبا حنيفة أيها الإنسان لرأيت رجلا لو قال لك إن هذه السارية ذهب أى من ذهب لقام بحجته باستطاعته أن يعنى يدلل على صحة قوله
وهذا إخوتى الكرام كما تقدم معنا من باب المبالغة فى بيان منزلة الرجل كما قال أئمتنا لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه والذى يرتد لا كرامة له مَن كان, لكن حاشا لسيدنا عبد الرزاق أن يرتد فأئمتنا يريدون أن يدللوا على مكانته وصدق لهجة رضى الله عنهم أجمعين لو ارتد ما تركنا حديثه وهنا يقول هذا الفصيح البليغ المِنطِيق الذى بُورك له فى علمه ما رأيت مثله لو أراد أن يدلل على أمر من المر لما أعجزه ذلك من فصاحته وبلاغته فإذا أراد أن يثبت لك إن هذه السارية من ذهب بإمكانه كما قلت لبيان منزلته فى الاحتجاج وقوة البيان رضى الله عنهم وأرضاهم
وقال سيدنا الإمام الشافعى رضى الله عنه وأرضاه وهذا متواتر عن الإمام الشافعى:
الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة
من أراد أن يتفقه فهو عيال على أبى حنيفة ,وصلنا فى زمن العيال يردون على الأئمة الكبار عيال وهذا الشافعى لا يقوله لنا والله يا إخوتى الكرام لو وُجدنا فى زمن سلفنا لرجمنا بالحجارة لكن قليلا فى حقنا فيما نستحق يقول هذا الشافعى لمن أراد أن يتفقه يعنى يقوله لنفسه ولتلاميذه الذين ملأوا الدنيا علما يقول نحن عيال على أبى حنيفة هذا ما يقوله لنا فى هذه الأيام من أراد أن يتفقه فهو عيال أيضا على أبى حنيفة الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة والكلام كما قلت متواتر عن الإمام الشافعى رضى الله عنه وأرضاه
قال الذهبى فى السير صفحة ثلاث وأربعمائة معلقا على كلام سيدنا الإمام الشافعى رضى الله عنهم أجمعين قلت: