ب اختبار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها، وإبقاء ما هو صحيح، ويعبر عن هذا "بالسَّبْر"عند الأصوليين، "وبالترديد" عند الجدليين.
قال شيخنا الكريم محمد الأمين الشنقيطي – نور الله مرقده وفي غرف الجنان أرقده –: ومن أمثلة السَّبْر والتقسيم، في القرآن العظيم، قول رب العالمين: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} فكأنه – تعالى – يقول: لا يخلو الأمر من واحدة من ثلاث حالات بالتقسيم الصحيح:
الأول: أن يكونوا خلقوا من غير شيء: أي بدون خالق أصلاً.
الثانية: أن يكونوا خلقوا أنفسهم.
الثالثة: أن يكون خلقهم خالق غير أنفسهم.
ولا شك أن القسمين الأوليين باطلان، وبطلانهما ضروري كما ترى، فلا حاجة إلى إقامة الدليل عليه لوضوحه (?) .
والثالث الحق الذي لا شك فيه، وهو – جل وعلا – خالقهم المستحق منهم أن يعبدوه جل وعلا – (?) .