وقد أمرنا ربنا – تعالى شأنه – بالنظر إلى بداية الإنسان والتأمل في أصل تكوينه، فقال – جل جلاله –: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} (?) .

إنها آية عظيمة، جليلة فخيمة، حيث أن تلك النطفة المختلطة من ماء الرجل والمرأة (?) عندما تستقر في رحم الأنثى، ويأذن ربنا اللطيف الخبير بتكوينها، وخلق بشر منها، تتعلق بالرحم، وتكون لاصقة به، وكلما مضى عليها زمن ازداد لصوقها، وقوي تماسكها، فتحول بعد أربعين إلى علقة، ثم إلى مضغة، ثم إلى عظام تكسى بلحم، ولا يزال الجنين في ازدياد في الحجم، وشدة تعلق بالرحم، حتى يصل إلى غاية يمكنه الاستغناء فيها عن رحم أمه لو خرج منه فيقل تماسكه بالرحم، ويصاحب ذلك كبر حجمه، وثقل وزنه، ونشاط جسمه، ليسهل عليه الخروج، عندما يأذن له بذلك الملك المعبود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015