وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج لا حرج عليكم فى ترك التحديث إنما الأمر مما هو جائز فإن فعلتموه لا حرج عليكم وإن تركتموه فلا حرج عليكم إن فعلتموه ففيه خير وإن تركتموه ففى شريعتنا ما يغنى عنه ولا حرج عليكم فى أن تحدثوا ولا حرج عليكم فى ألا تحدثوا لأن الأمر كما قلت قد يفهم منه الإلزام والحتم والوجوب قال ولا حرج فى ترك التحديث
والثالثة
المراد من الحرج هنا ليس يعنى ما يتعلق بموضوع الحرج فى الدين أنه يجب أو لا يجب لا إنما المراد من الحرج ضيق الصدر
وعليه لا تضيق صدوركم ولا تسترعد قلوبكم ما فى تلك القصص من أعاجيب فقد كان فيهم العجب يعنى حدثوا عنهم ولا يحصل حرج فى نفوسكم ضيق استمعان استغراب كان فيهم العجائب حقيقة كان فيهم العجائب
وقد تمنى نبينا عليه صلوات الله وسلامه لو صبر كليم الله موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه مع العبد الصالح الخَضِر حتى يقص علينا من أمرهما العجائب والحديث إخوتى الكرام ثابت فى الصحيح تمنى لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما العجائب وقصتهما ذكرت فى سورة الكهف إذا كان فيهم عجائب ولا حرج يعنى ما ينبغى أن يحصل فى نفوسكم حرج ضيق استغراب استبعاد استنكار عندما تنقل تلك العجائب المروية عنهم فقد كان فيهم ذلك
المعنى الرابع
ولا حرج على من يحكى أخبارهم إذا كان فيها ما يُستشنع للتحذير منها
حدثوا عنهم وأنهم قالوا كذا وفعلوا كذا مما هو يمكن أن يقع ومما هو جائز أو مما هو ممنوع حدثوا به وحذروا منه ولا حرج عليكم عندما تقولون إن اليهود قالوا إن عُزيرا ابن الله فعندما نتحدث بهذا لا حرج علينا وإن كان هذا الخبر مستشنعا نتحدث به من أجل أن نحذر منه لا حرج علينا عندما نحكى أخبارهم لنزنها بميزان الشرع
المعنى الخامس
المراد من بنى إسرائيل أولاد نبى الله يعقوب على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وعليه لا مانع أن نتحدث بأخبارهم حسبما ورد فى كتاب الله عز وجل