(وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج)
وهذا الحديث إخوتى الكرام رُوى عن عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين رُوى عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه فى مسند الإمام أحمد وسنن أبى داود ومسند الحميدى وصحيح ابن حبان وكتاب مشكل الآثار شرح مشكل الآثار للإمام الطحاوى وشرف أصحاب الحديث للإمام الخطيب البغدادى ورُوى من رواية سيدنا أبى سعيد الخدرى فى مسند الإمام أحمد رُوى من رواية سيدنا جابر بن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين فى الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع للخطيب البغدادى وفى كتاب الزهد للإمام أحمد ورواه عبد بن حميد فى مسنده والبزار فى مسنده وعليه ومن رواية عبد الله بن عمرو ومن رواية أبى هريرة وأبى سعيد وجابر بن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين
(حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج)
وهذه الجملة إخوتى الكرام تحتمل ست أمور حسان أوردها أئمتنا الكرام انظروها فى الفتح فى الجزء السادس صفحة ثمان وتسعين وأربعمائة
أولها
ولا حرج عليكم فى التحديث عنهم فقد كان فيهم العجائب
ومن التحديث عنهم فوائد كما قلت لتقرير ما تقدم من أمر توحيد الله عز وجل والأحكام العملية (حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج)
لا حرج عليكم فى التحديث عنهم حسبما نُقل فى كتبهم حتما مما لا يدل شرعنا عل فساده وضلاله وزيغه وبطلانه وكذبه هذا لا بد من وعيه إذا ما أمر قرره شرعنا أو أشار إليه أو سكت عنه ويدخل فى دائرة الجائز الممكن الذى لا يُتصور عدمه واستحالته فلا حرج إذاً من التحديث به وإن لم يرد هذا عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
إذن ولا حرج عليكم فى أن تحدثوا
الثانى
عكس هذا المعنى ولا حرج عليكم فى ألا تحدثوا
لأن الأمر قد يفهم منه الوجوب